الجمعة، 20 يونيو 2014

صناعة الحرير



صناعة الحرير

قام "محمد على" باستيراد ديدان القز من الصين، وبتشجيعه ودعمه بدأت تنتشر تربية (دودة القز) في معظم محافظات مصر، وحتى نهاية الخمسينات لم تكن هناك قرية في مصر لا تشارك في انتاج الحرير، حتى تم إهمال هذه الصناعة، فتدهورت الإنتاجية وانهارت صناعة الحرير، واختفت تماماً على يد المخربين، من أمثال هؤلاء الذين دمروا صناعة القطن بعد ذلك، وكما انهارت أيضاً زراعة (التبغ) لنستورد بخمسة مليارات دخان سنوياً، ولم يعد يزرع في مصر على اعتبار أن زراعته في مصر (حرام)، والحلال هو استيراده من تركيا وإيطاليا.
دودة القز

والآن نفتح ملف (صناعة الحرير في مصر)، التي كانت يوماً ما ملتقى طريق الحرير في العالم بين الشرق والغرب منذ ألفى عام، خاصة وأن طقس مصر ممتاز لزراعة أشجار التوت عالية القيمة الغذائية، ولدينا في مصر أنواع من أشجار التوت مصدرها الصين والهند وتتميز عن أشجار التوت المصرية في الإنتاج الغزير والقيمة الغذائية العالية، وأشجارها قصيرة لا تحتاج لتسلقها والوقوع من فوقها، كما تمتاز بنعومة أوراقها عكس أشجار التوت المصرية الخشنة.

على الدولة إذا تفعيل أبحاث قسم بحوث الحرير المعطلة في مراكز البحوث الزراعية، وبالمجهود البسيط نستطيع أن ننتج أكثر من مليون من هذه الأصناف المتميزة من أشجار التوت وعلى مياه المجارى، حيث يمكن زراعة 700 شتلة في الفدان الواحد، ولتشجيع الناس على زراعتها بأى أرض ليس لديها مياه نظيفة لزراعة الفاكهة أو الخضروات التي نأكلها، خاصة أن فدان واحد من أشجار التوت بمياه المجارى يحقق 25 ألف جنيه عائد سنوي، وهو ما لا يمكن تحقيقه في أي فدان مزروع شيئاً آخر باستثناء (التبغ) الذى يحقق حتى سبعين ألف سنوياً.

بيض دودة القز
أما بالنسبة لإنتاجية دودة القز من البيض, لإن أنثى دودة القز تقوم في بداية الصيف بوضع ما بين 300 و500 بيضة، وتضعها على شرائط ورقية خاصة بمعرفة منتج الحرير، وتموت الفراشات سريعًا بعد وضع البيض. ويمر البيض على العديد من الاختبارات للتأكد من عدم احتوائه على أي ديدان مريضة، وبعد ذلك، يوضع البيض في مكان بارد. ومع بداية الربيع التالي، يقوم منتج الحرير بوضع البيض في حضَّانة. وتعتبر الحضانة وسيلة لحفظ البيض عند درجة حرارة مناسبة للفقس. وبعد عشرين يومًا، يفقس البيض وتخرج منه ديدان الحرير.

إن مصر تستطيع في خلال ثلاثة سنوات فقط أن تصبح أولى دول القارة الأفريقية في انتاج (الحرير)، مثلما أصبحت "بوركينافاسو" الأولى على القارة في انتاج القطن الذى دمرنا صناعته في مصر، ويمكننا تصدير (البيض) لتربية ديدان القز، وإنتاج الشرانق، وحل خيوط الحرير، وإقامة صناعة متكاملة تكفى السوق الأفريقي بأكمله في صناعات الحرير المختلفة.

المصدر:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق