الجمعة، 6 يونيو 2014

ممر قناة السويس



ممر قناة السويس

أهمية القناة:
فى ظل ثورة يناير 2011م وقف العالم فاتحاً فاه مشدوداً مدهوشاً أمام ما يحدث فى مصر، ولا أحد يعرف السبب، حتى جاء مذيع (CNN) ليبرر ويوضح لماذا هم مهتمون بهذه الدرجة بمصر !!؟؟ فقال موضحاً للشعب الأمريكي: (مصر ليس من دول النفط الكبيرة … ولكنها يمر بها قناة السويس !! وهى أهم قناة ملاحية فى العالم … فهى تشبه صنبور التجارة العالمية … ولو أغلقت أو تأثرت بأحدث هذه الثورة سينهار اقتصاد العالم).

يتوقع خبراء الاقتصاد لهذا المشروع أن يأتى بإيرادات قد تصل إلى 100 مليار دولار سنويا فى حين أن الإيراد الحالى 5 مليارات دولار سنوياً تقريباً أى أن الإيرادات ستتضاعف حوالى 20 مرة وقد تصل إلى 25 مرة، وهذه الإيرادات ستساهم فى حل الكثير من الأزمات الاقتصادية التى تعانى منها مصر حاليا إلى جانب إعادة التوزيع العمرانى والجغرافى للسكان من خلال مشروعات عمرانية متكاملة تستهدف استصلاح وزراعة نحو 4 ملايين فدان، كما سيسهم المشروع فى تشغيل 1000000 فرصة عمل.
وقد يظن البعض أن المشروع خاص بالنقل والملاحة فقط، إلا أنه يشمل الصناعات الغذائية والتكنولوجية والبحث العلمية وصناعة الاليكترونيات، فهو أشبه بمدينة صناعية كاملة الخدمات.
الصناعات والخدمات المتوقع انشائها ضمن مشروع ممر قناة السويس

معنى لوجيستى:
قبل البدء فى شرح مشروع قناة السويس.. كان لابد من البحث عن معنى كلمة "لوجيستى" وهى الكلمة التى ستقرأها كثيراً عند البحث عن الموضوعات الخاصة بقناة السويس، ولكى تكون الرؤية واضحة كان لابد من الوقوف عند هذه الكلمة والتعريف بها.
كلمة لوجيستى فى علم السوق: فن وعلم إدارة تدفق البضائع والطاقة والمعلومات والموارد الأخرى كالمنتجات الخدمات وحتى البشر من منطقة الإنتاج إلى منطقة السوق
وفى اللوجستية العسكرية يحدد الخبراء كيف ومتى سيتم نقل الموارد إلى الأماكن التى يحتاجونها.
هنا نجد أن كلمة "لوجيستى" مرتبطة بالمواد (البضائع والمنتجات والخدمات) ومرتبطة أيضاً بالنقل (تقديم المساعدات).
وبالتالى فمعنى اللوجيستى كما سنتعرض له فى بحثنا: هو تقديم كافة الخدمات والمساعدات الخاصة بنقل البضائع والمنتجات وتقديم الخدمات اللازمة لها.
وبالتالى فأماكن اللوجيستيات: هى أماكن تقديم تلك الخدمات.

مميزات إختيار هيئة قناة السويس كمظلة رسمية للمشروع:
1- عبقرية موقع قناة السويس الذى يصل بين البحر المتوسط والبحر الأحمر وملتقى القارات.
2- درجة الثقة العالية التى تتمتع بها هيئة قناة السويس على المستويين العالمى والمحلى.
3- كيان إقتصادى قوى قائم ومستقر ومستمر.
4- وجود الموقع تحت المظلة التأمينية المباشرة للقوات المسلحة فى نطاق كل من قوات الجيشين الثانى و الثالث الميدانيين.
5- شبكة علاقات قوية مع الشركات الملاحية والكيانات البحرية العملاقة.
6- الخبرة والكفاءة العالية التى يتمتع بها العاملون بهيئة قناة السويس عبر الأجيال المختلفة والقادرة على إنجاح المشروع.
7- القدرة على تمويل الدراسات والبنية التحتية للمشروع بالتنسيق مع الحكومة المصرية.
8- ضمان مرور يومى للسفن الحاملة للبضائع والتى يمكن ان تستخدم فى التنمية الصناعية والاقتصادية للمشروع عن طريق القيمة المضافة والصناعات التكميلية.
9- تمتلك الهيئة قلعة صناعية كبرى تتمثل فى عدد ۲ ترسانة و ۷ شركات ذات أصول ومقومات وخبرات عالية يمكن استخدامها فى تنفيذ أعمال مطلوبة للمشروع.
10- وجود محاور معديات وانفاق وكبارى بين مواقع المشروع وسيناء مما يساهم فى تنمية المجتمع السيناوى والانتساب والاشتراك كجزء أصيل فى تنفيذ المشروع.
11- امكانيات الهيئة فى توفير المقرات ووسائل النقل والإقامة للعاملين بالمشروع فى المراحل الاولى ونتيجة لقرب موقع الهيئة من مواقع تنفيذ المشروع.

رؤية المشروع:
تضمن مخطط المشروع مقترحا لبناء ميناء العريش، وتضم المرحلة الأولى منه 250 مترا فى عرض البحر، على مساحة 745 مترا مربعا، و116 مترا لساحات التخزين، و149 مترا للطريق الشريانى والطرق الداخلية، على أن يتم الانتهاء منه عام 2020م كمرحلة أولى وينتهى العمل بالميناء كاملا فى 2030م.
ويتطلع المخطط العام إلى إنشاء منطقة اقتصادية متكاملة بشمال غرب خليج السويس، مقسمة لمنطقة شمالية على مساحة 90 كم، ومنطقة جنوبية على مساحة 20 كم، وتضم شبكات اتصالات متكاملة ومحطة للشرب وشبكات الصرف الصحى والصناعى وشبكة لتحلية مياه البحر، ومحطة انتاج الطاقة من الرياح ومدفنا صحيا للمخلفات الصلبة، على أن يكون هناك ممر برى للربط بين المنطقة وميناء السخنة.

وتعتمد الرؤية المستقبلية لتطوير إقليم قناة السويس بحسب الدراسة على خمس ركائز أساسية وهى:
1- التجارة العالمية والنقل: بحيث يكون محور قناة السويس مركزا لوجستيا عالميا.
2- الطاقة الجديدة والمتجددة: عبر استخدام الامكانات الطبيعية لإنتاج الطاقة النظيفة بالإقليم.
3- التنمية البشرية: وتمثل الثروة البشرية الركيزة والدعامة الاساسية ومفتاح تنمية إقليم قناة السويس.
4- السياحة العالمية: حيث هناك منتج سياحى متميز وفريد بالإقليم.
5- المجمعات الصناعية: بحيث يتم إنشاء مجموعة من الصناعات المتكاملة فى بيئة مثالية.
الحيز الجغرافى لمشروع قناة السويس

الحيز الجغرافى المقترح للمشروع:
- ميناء شرق بورسعيد.
- الظهير الجغرافى لميناء شرق بورسعيد.
- ميناء غرب بورسعيد.
- ميناء العريش.
- وادى التكنولوجيا بشرق الإسماعيلية.
- المنطقة الصناعية بشمال غرب خليج السويس.
- ميناء السخنة.
- ميناء الأدبية.

وتركز خطة التطوير على تنمية محافظات القناة الثلاث وهى:
1- بورسعيد.
2- الإسماعيلية.
3- السويس.
وهى محافظات لديها إمكانيات جذب فى المجالات والأنشطة الأكثر نموا فى العالم وهى النقل واللوجستيات والطاقة والسياحة والاتصالات والتكنولوجيا المعلومات الخطة تتضمن إنشاء مناطق ظهير زراعى خلف مناطق التنمية الثلاث مما يسمح باستيعاب ثلاثة ملايين نسمة كسكان دائمين، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين آخرين كإقامة مؤقتة يعمل أصحابها فى الشركات الصناعية التى ستقام فى المنطقة.

مراكز التنمية الرئيسية:
1- بورسعيد:
منطقة شرق بورسعيد هى العمود الفقرى لتنمية محور قناة السويس بموقعها الاستراتيجى، وهى أهم منطقة استثمار رشحتها الهيئات الدولية المتخصصة وعلى رأسها البنك الدولى لتكون قبلة للاستثمارات العالمية لموقعها الفريد، تليها منطقة شمال غرب خليج السويس، وهذه المنطقة تم إجراء دراسات صرفت عليها الحكومة ملايين الدولارات.
وتؤكد المستندات أن المشروعات المنتظر تنفيذها من المرحلة الأولي: إنشاء محطة حاويات رقم 2 بطول رصيف 1200 متر (فى انتظار التوقيت المناسب للطرح)، وإنشاء محطة متعددة الأغراض رقم1، ورصيف رورو بطول رصيف 1330 مترا، ومحطة متعددة الأغراض رقم 2 بطول 1210 أمتار، ومحطة رورو، ومحطة صب جاف، ومحطة صب زراعي، وساحة انتظار الشاحنات، والسيارات.

ويقول. د. عاطف علم الدين نائب رئيس جامعة بورسعيد فى الوقت الذى لم يتبق فيه سوى عام واحد على انتهاء الفترة المحددة لتنفيذ مشروعات المرحلة الأولى من المخطط العام الذى يتكون من 3 مراحل فإن المرحلة الأولى من المخطط العام لم تشهد سوى إنجاز واحد فقط هو شركة قناة السويس لتداول الحاويات، من بين المشروعات تلك المرحلة والتى تتضمن إنشاء ما يقرب من 8 محطات مختلفة حتى عام 2015م، رغم مرور سبع سنوات على بدء المرحلة الأولى من المخطط العام (بدأت المرحلة الأولى عام 2007م أى قبل الثورة) وطوال هذه السنوات تكلف المشروع مبالغ طائلة فى صورة مرافق: محطة كهرباء، ومياه، وصرف، وخط سكة حديد، ومبنى لإرشاد السفن، وطرق مرصوفة، يضاف إلى ذلك مشروع إنشاء محطة الصب السائل، والتى تعاقدت عليها إحدى الشركات بمساحة 500 ألف متر مربع، وقد تم الطرح والترسية، وسيتم لاحقا البدء فى تنفيذ المشروع طبقا لشروط التعاقد، فضلا عن مشروع تموين السفن بالوقود ( على مساحة 210 آلاف متر مربع) والخاص بإحدى الشركات، والذى توقف لحين استكمال تنفيذ مفاوضات الشركة مع وزارة النقل لإضافة نشاط التخزين إلى العقد.

2- الإسماعيلية:
من أهم مميزات اختيار قناة السويس كمظلة رسمية للمشروع هو عبقرية الموقع، كما يوجد موقع المشروع تحت المظلة التأمينية المباشرة للقوات المسلحة فى نطاق كل من الجيشين الثانى والثالث الميدانيين والقواعد البحرية كما ان هيئة قناة السويس تتمتع بعلاقات قوية مع الشركات الملاحية والكيانات الصناعية والبحرية العملاقة.
وتتضمن المميزات ضمان المرور اليومى للسفن العابرة الحاملة للبضائع دون انحراف فى خط السير والتى يمكن ان تستخدم فى التنمية الاقتصادية والصناعية للمشروع، عن طريق القيمة المضافة والصناعات التكميلية، فضلا عن امكانيات الهيئة فى توفير المقرات ووسائل النقل والاقامة للعاملين بالمشروع فى المراحل الاولى نظرا لقرب الهيئة من موقع إقامة المشروع.

3- السويس:
تأتى منطقة رأس الأدبية الأهم رغم ما تم طرحه فى احتفالية تدشين مشروع محور تنمية إقليم القناة أن المشروع سيعتمد فى تنميته على مينائى الأدبية والسخنة والمنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس وما تعانيه مع المستثمر الأجنبي.
نقابة المهندسين بالسويس برئاسة المهندس حسن عبد العليم تتبنى تحت رعاية اللواء العربى السروى محافظ السويس وضع رؤية كاملة لتدشين أكبر مشروع بحرى بمنطقة الشرق الاوسط على كامل مساحة رأس الأدبية على مساحة 5 ملايين متر القطعة الوحيدة الصالحة لهذا النشاط، كما جاء بدراسة بيت الخبرة الهندى بعد موافقة مجلس الوزراء ومشاركة ودعم القوات المسلحة وهيئة قناة السويس والهيئة العامة لموانئ البحر الاحمر والبنوك والمؤسسات الوطنية والأفراد.


المصادر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق